حركة طالبان ألافغانية تُغير إستراتيجيتها العسكرية، بعد الضربات الجوية ألامريكية !

- حركة طالبان ألافغانية تُغير إستراتيجيتها العسكرية، بعد الضربات الجوية ألامريكية !
قال ثلاثة قادة متشددين من حركة طالبان، إن مقاتلي الحركة غيروا إستراتيجيتهم العسكرية، من إستهداف المناطق الريفية في أفغانستان إلى مهاجمة مدن إقليمية، ردا على زيادة الضربات الجوية الأمريكية، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها أنهت أطول حرب لها في أفغانستان، حيث سيكتمل إنسحاب القوات ألاجنبية وألامريكية بحلول نهاية هذا الشهر.

١٩٩٦ – في العاصمة كابل حيث بدأ حكم حركة طالبان الأسلامية
صعدت حركة طالبان حملتها لهزيمة الحكومة الإفغانية، المدعومة من الولايات المتحدة، مع إستكمال القوات الأجنبية إنسحابها بعد ٢٠ عامًا من الصراع.
وقال قائد إقليمي أمريكي في أواخر الشهر الماضي : إن الولايات المتحدة زادت الضربات الجوية لمواجهة هجمات مقاتلي حركة طالبان المتزايدة في خطوة أدانتها الحركة الإسلامية المتشددة.
أشتد القتال بشكل خاص داخل مدينة هرات، بالقرب من الحدود الغربية مع إيران ، وعاصمة إقليم هلمند ( لشكرگاه ) في الجنوب الغربي، وقندهار في الجنوب.

وقال قادة حركة طالبان الثلاثة، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، لوكالة رويترز : إنهم يركزون على الإستيلاء على هرات وقندهار، ولشكرگاه.
” الملا يعقوب قال : عندما لا تفي الولايات المتحدة بإلتزاماتها، فلماذا يجب على حركة طالبان أن تلتزم بها؟ ”
أحد قادة حركة طالبان العسكريين ومقره في قندهار، في إشارة للقائد العسكري للجماعة ( الملا يعقوب ).
وأضاف لوكالة رويترز
” الملا يعقوب قرر الإستيلاء على قندهار وهرات، والآن هلمند، ومن ثم يمكن أن تكون قندوز أو خوست أو أي محافظة أخرى …
الحجج التي قدمها القائد العسكري سادت على أراء المكتب السياسي للحركة
ولم يرد متحدث باسم حركة طالبان ( ذبيح ألله مجاهد ) على طلب للتعليق.
وقال مفاوض حركة طالبان، في الدوحة، سهيل شاهين، لوكالة رويترز : إن الحركة تواصل سياستها للسيطرة على المناطق الريفية وتطبيق الشريعة الإسلامية هناك بدلا من التركيز على المدن.
كانت حركة طالبان، التي حكمت بيد من حديد من عام ١٩٩٦ حتى عام ٢٠٠١، وقالت في السابق، إنها ستركز على المعابر الحدودية المربحة، والمناطق الريفية الكبيرة ، رغم أنها طوقت ودخلت في بعض الأحيان عواصم المقاطعات.


١٩٩٦ – حركة طالبان طغت على أغلب أراضي أفغانستان
٢٠٠١ – سيطرت حركة طالبان على معظم أراضي أفغانستان، ماعدا ألاراضي التي يسيطر عليها التحالف الشمالي ( قبيل بدء التدخل ألامريكي
نهاية الـ ٢٠٠١، سيطرة كبيرة للتحالف الشمالي- القبائل التي أنتفضت بوجه حركة طالبان )

وتشن الحركة هجوما هائلا على مستوى البلاد منذ نيسان / أبريل ٢٠٢١، عندما أعلن الرئيس ألامريكي جو بايدن : أن القوات ستنسحب بحلول أيلول / سبتمبر ( ٣١ أب / أغسطس ٢٠٢١ )، بينما حذر المسؤولون من أن محادثات السلام في الدوحة فشلت في إحراز تقدم ملموس.
وشهدت الأسابيع الأخيرة هجمات متواصلة على ( هرات وقندهار ولشكرگاه )، مما أدى إلى إرهاق القوات الخاصة الأفغانية وقتل العشرات من المدنيين.

وقال قائد لحركة طالبان في قندهار لوكالة رويترز
” العمليات في قندهار وهرات مهمة للغاية بالنسبة لنا وأولويتنا هي السيطرة على المطارين أو القاعدتين الجويتين المهمتين في قندهار وهرات “.
قال مسؤولون وخبراء لوكالة رويترز : إنهم رأوا بوادر تغيير في الإستراتيجية الشهر الماضي.
وقال أسفانديار مير Asfandyar Mir، محلل شؤون جنوب آسيا من جامعة ستانفورد
” تضغط حركة طالبان للسيطرة على عواصم الأقاليم “
“ الدليل الرئيسي هو مدى إختراق مقاتلي حركة طالبان لهذه المدن … لم يعد القتال يقتصر على الأطراف بعد الآن …
هذا التحول في إستراتيجية حركة طالبان أصبح واضحاً بعد عيد الفطر …
على الرغم من أن مقاتلي حركة طالبان يمارسون ضغوطًا عسكرية شديدة على قندهار حتى قبل العيد “.
( قندهار وهرات ) هما ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان من حيث عدد السكان.
قال الخبراء لوكالة رويترز : إن خسارة هذه المدن ستكون ضربة سياسية كبيرة للحكومة الأفغانية، ويمكن أن تؤدي إلى تحالفات كبيرة لصالح حركة طالبان.
وقال مصدر دبلوماسي آسيوي لوكالة رويترز يتابع عن كثب تحركات طالبان
” الاستيلاء على قندهار يعني الكثير بالنسبة لحركة طالبان … لقد كانت عاصمتهم وإحتلال المدينة يرفع من معنويات حركة طالبان … هذا شيء يعتزون به، وبالنسبة لقندهار، إحتلال المدينة من قبل طالبان سوف يواجه بغضب دولي “.

على اليمين – قائد المجاهدين – جلال الدين حقاني – أنضم لحركة طالبان بعد ذلك
وقال مسؤول أمني غربي لوكالة رويترز
” سبب مهاجمة المدن من قبل حركة طالبان هو رد فعل حاد على الدعم الجوي الذي تقدمه الولايات المتحدة … وقد أثبتت حركة طالبان الآن أنها لن تتوقف فقط عن السيطرة على النقاط التجارية “.
ليس من الواضح ما إذا كانت الضربات الجوية الأمريكية ستستمر بعد أن تكمل القوات الأجنبية إنسحابها.
ولم يرد متحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان والسفارة الأمريكية !
يقول الخبراء والمسؤولون: إن الاستيلاء العسكري على كابل في الوقت الحالي سيكون أكثر صعوبة على حركة طالبان من عواصم المحافظات، لكن الحركة يمكن أن تزيد من التفجيرات والهجمات لتقويض الأمن والمعنويات العامة.


على اليمين – ١٩٩٢- معارك في كابل
وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن هجوم على مقر إقامة وزير الدفاع بالوكالة يوم الثلاثاء وحذرت من مزيد من العنف.






